لبنان
18 نيسان 2017, 06:34

عظة الراعي في القدّاس الإلهي على نيّة فرنسا - اثنين الفصح

"هذا هو المكان الذي وضعوه فيه" (مر 16:6)

سعادة السفير،

 حضرات النواب والوزراء السابقين،

اعضاء البعثة الديبلوماسية الفرنسية في لبنان،

اخوتي واخواتي،

1.     يسعدني اليوم ان احتفل بهذه الذبيحة الالهية المقدسة مع سيدنا غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، واخواني السادة الأساقفة والكهنة، على نية فرنسا بحسب تقليد عريق. ونحن نرفع صلاتنا على نية سلام وازدهار هذا البلد العزيز. كما ان صلواتنا ترافق شعب فرنسا الحبيب الذي يستعد في هذه الأيام لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية. واتمنى على سعادتكم حضرة السفير نقل تحياتنا الى رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند وتمنياتنا له  بفصح مجيد مع شكرنا للإهتمام الذي اولاه للبنان طيلة فترة حكمه التي شارفت على نهايتها.

2. "هذا هو المكان الذي وضعوه فيه"(مر 16, 6)

بهذه الكلمات اعطى "الشاب الذي يرتدي الأبيض" النسوة الدليل على قيامة يسوع، اي القبر الفارغ الذي يفترض به ان يكون علامة القيامة. ومن اجل الفهم الليتورجي لعبارة "القبر الفارغ" طبق الرسول بطرس على السيد المسيح صلاة الملك داوود عندما قال في خطبته بمناسبة عيد العنصرة:" وبما ان داوود كان نبيا فهو كان يعلم ان الله وعده ان يجلس على عرشه انسانا انحدر منه. لقد رأى قيامة المسيح مسبقا وتحدث عنها كما يلي": لم يترك عند الموت وجسده لم ير فسادا "(أع 2: 30-31)

ان" عدم رؤية الفساد" هو تعريف القيامة. فالفساد كان ينظر اليه كمرحلة يكون فيها الموت حتميا. وهكذا بالنسبة للكنيسة الأولى، فالقبر الفارغ، ولكونه جزء من اعلان القيامة، فهو حدث مطابق تماما للكتابات، تماما كموت الفداء للسيد المسيح.

3. ان جوهر قيامة السيد المسيح لكونه حدثا تاريخيا، فهو يكسر التاريخ ويفتح بعدا جديدا حيث يدخل البشر في شراكة مع الله وفيما بينهم. وهكذا يمكنهم العيش بشكل نهائي  في ملء الحياة الغير قابلة للتلف.

هذه الحقيقة اللاهوتية الكبرى اعلنت لنا بشكل متواضع بحسب ارادة الله. لقد بنى تاريخ الخلاص في تاريخ البشرية الكبير مع ارادته بالوصول الى كل واحد وواحدة منا من خلال الايمان والحب.

4. ان  التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية يعلمنا ان المسيح " المولود الاول من بين الاموات هو اساس خلاصنا  منذ الان وذلك بتبرير نفوسنا ولاحقا ببهجة اجسادنا. وعلى هذه النية نرفع صلواتنا اليوم لنيل نعمة قيامتنا اي قيامة قلوبنا.

 المسيح قام حقا قام!(Col 1, 18)".