عبد السّاتر للنّساء: أنتنّ ركن أساس في الكنيسة اليوم ولولاكنّ لفرغت كنائسنا ربّما
وفي عظته، تطرّق المطران عبد السّاتر إلى دور المرأة في حياة الكنيسة انطلاقًا من شهادة القدّيسة تقلا، فقال: "ها نحن مجتمعون في هذا المساء في هذه الكنيسة لنحتفل معًا بعيد شفيعتكم القدّيسة تقلا، أولى الشّهيدات في المسيحيّة. وهي مناسبة لنتأمّل معًا بدور المرأة عمومًا في الجماعة المسيحيّة وبأهمّيّة وجودها كعلامة على محبّة الرّبّ يسوع للإنسان ومحبّة الإنسان لله.
المرأة عمومًا تعمل وتتكلّم وتؤمن إنطلاقًا من قلبها. وهي تقوم بأعمال وتبذل التّضحيات الكبار لأنّها تحبّ. فالشّهيدة تقلا تخلّت عن حياتها السّابقة المملوءة بالجاه والمال وقدّمت حياتها، لأنّها تعرَّفت إلى الرّبّ يسوع وأحبَّته وليس سعيًا خلف مصلحة شخصيّة. هانَ كلّ شيء بالنّسبة إليها في سبيل حبيبها الأوّل والأخير. لم تحسب أيّ حساب لما قد تفقده ولما قد تتألّمه إن تبعت الرّبّ. أحبَّت، فأحبَّت حتّى النّهاية.
وأنتم يا أخواتي الحاضرات في هذه الكنيسة، أمّهات أو بنات أو راهبات، أنتنّ ركن أساس في الكنيسة اليوم. ولولاكنّ لفرغت كنائسنا ربّما. أنتنَّ اللّواتي تعلّمن أولادكنَّ الصّلاة منذ نعومة أظافرهم، وتأتين بهم إلى الكنيسة. أنتنّ اللّواتي تخدمن في الكنيسة بمجّانيَّة وتعملن لنموِّها بصلاتكنّ أوّلاً على نيّتها وعلى نيّة المسؤولين فيها. أنتنَّ العلامات الأولى على محبّة الرّبّ يسوع لكلّ إنسان لأنكنَّ لا تُهملن ضعيفًا ولا فقيرًا ولا صغيرًا ولأنكنّ تسامحن وتتألّمن بصبرٍ ورجاء وتصلّين على نيّة من يسببّ الألم لكنّ. ولأنكنّ تلجأن إلى يسوع أوّلاً في ضيقكنّ وكلكنّ ثقة بمحبّته لكنَّ ولأحبائكنَّ.
أصلّي معكم جميعًا في هذا القدّاس على نيّة كلّ النّساء في العالم ليبقَين لنا قدوة في المحبّة والرّجاء والإيمان."
وبعد القدّاس وزيّاح أيقونة القدّيسة تقلا، التقى المطران عبد السّاتر أبناء الرّعيّة.