لبنان
18 كانون الثاني 2023, 09:45

عبد السّاتر: الإنسان الّذي لا هدف في قلبه سوى يسوع المسيح وتمجيده في حياته هو أقوى إنسان

تيلي لوميار/ نورسات
في رعيّة مار أنطونيوس- جديدة المتن، علت الصّلوات خلال قدّاس عيد شفيعها ترأّسه راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد السّاتر، عاونه فيه خادم الرّعيّة الخوري دوري فيّاض ومعاونه الخوري جورج نعمة رحمة، بمشاركة المتقدّم بين الكهنة في قطاع ساحل المتن الخوري بيار أبي صالح ولفيف من الكهنة.

بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد السّاتر عظة جاء فيها:

"كان مار أنطونيوس الكبير والرّهبان معه أقوياء على الرّغم من الجوع والعيش في الصّحراء، وواجهوا الشّرّ وانتصروا عليه بنعمة الرّبّ. وكذلك الجماعات المسيحيّة الّتي عاشت الاضطهاد والخطر وعاشت في الوديان والمغاور.  

كانوا أقوياء بإيمانهم الّذي لم يتزعزع على الرّغم من الضّيقات والصّعوبات. كانوا أقوياء بجعلهم يسوع المسيح محور حياتهم وليس أيّ أحد آخر. آمنوا، من دون أن يشكّوا للحظة، أنّهم مخلَّصون وأنّهم الكنيسة الحيّة الّتي لا تعرف الموت لأنّها قائمة من بين الأموات بيسوع المسيح.  

الإنسان الّذي يؤمن حقًّا أنّه يعيش مع الله الّذي يخلّصه في كلّ لحظة من الموت والشّرّ لا يخاف بعدُ من اضطهاد أو موت أو جوع.  

الجماعات الّتي كانت تعيش في الصّحراء والمغاور، وعانت من الفقر والاضطهاد، لم يقم أفرادها بحسابات ربح أو خسارة، ولم يهتمّوا بإرضاء كبار هذا العالم، لأنّ الرّبح الوحيد بالنّسبة لهم كان عيشهم مع يسوع المسيح ومن أجله.  

الإنسان الّذي يسعى خلف هدف مادّيّ أو سلطويّ هو أضعف النّاس، أمّا الإنسان الّذي لا هدف في قلبه سوى يسوع المسيح وتمجيده في حياته فهو أقوى إنسان.  

قوّة تلك الجماعات تجلّت أيضًا بتضامن أفرادها بين بعضهم البعض. كانوا فعلًا إخوة وأخوات يساندون بعضهم في الصّعوبات والضّيقات، ولا يتنازعون في ما بينهم بل يسعون دومًا إلى الوحدة ولو اختلفت الآراء.  

إذا أردنا أن نكون أقوياء علينا أوّلًا أن نعيش حياتنا حول يسوع المسيح الّذي ينتصر في كلّ لحظة على الموت فينا وعلى ضعفنا، وأن نقف فعلًا إلى جانب بعضنا البعض بعيدًا من الحسابات، وأن نتقاسم ما لدينا مع إخوتنا وأخواتنا، وأن ننبذ ما يمكن أن يسبّب انقسامًا في ما بيننا، وأن يكون همّنا إرضاء الله".  

وكانت كلمة للخوري دوري فيّاض قال فيها: "نشكر حضوركم يا صاحب السّيادة ونشكر لكم كلمتكم الّتي تحيي فينا قوّة الإيمان فنعيش حياتنا مع الربّ، والّتي تعيد إلى قلوبنا الرّجاء وتعطينا الدّفع لننطلق كلّ يوم نحو الآخر."  

وبعد زيّاح أيقونة مار أنطونيوس الكبير، التقى المطران عبد الساتر أبناء وبنات الرعيّة في صالون الكنيسة.