العالم
17 نيسان 2024, 08:35

شعلة التكريس مستمرّة في القدس

تيلي لوميار/ نورسات
إلتقى الرهبان الفرنسيسكان في كنيسة دير المخلّص، في بلدة القدس القديمة، للصلاة والتسبيح في لحظة مهمّة من حياة خدمتهم في الكنيسة، وهي رسامة سبعة من الإخوة الفرنسيسكان شمامسة إنجيليّين.

نال سبعةُ رهبانٍ فرنسيسكان رتبة الشماسيّة الإنجيليّة بوضع يدي الكردينال بييرباتيستا بيتسابالّا. تعدّدت جنسيّاتهم فأتى اثنان منهم من توغو، وراهبٌ واحدٌ من كلٍّ من كولومبيا، وفنزويلّا، وكرواتيا، وجمهوريّة إفريقيا الوسطى، والعراق. ترأّس الاحتفال الكردينال بيتسابالّا بطريرك القدس للاتين، وعاونه حارس الأرض المقدّسة والزائر العامّ للحراسة، ورئيس مقاطعة القدّيسيْن كيرلس وميثوميوس في زغرب (كرواتيا) والعديد من الكهنة الفرنسيسكان من حول الأرض المقدّس. وشارك في القدّاس عددٌ من الرهبان والراهبات والمسيحيّين المحليّين.  

في تعليقه على الإنجيل، وموجِّهًا كلماته إلى الشمامسة الجدد، قال البطريرك الكاردينال: "هذا ما تحتاجه الكنيسة اليوم، أكثر وقبل أي استراتيجيّة رعويّة أخرى: الشهادة لعيد الفصح، وأنّ محبّة الله التي أظهرها يسوع بموته وقيامته، ليست وهمًا، وليست فكرة، أو قصّة، أو خيال، ولكنها خبرة حقيقيّة يمكنها أن تصل إلى الجميع".

وفي أثناء رتبة الرسامة الشماسيّة، استلقى الرهبان بوجههم إلى الأرض، أمام المذبح، طالبين شفاعة جميع القدّيسين.

وضع الكردينال بيتسابالّا يديه على الإخوة، ومن بعد تلاوة صلاة التكريس، أعطاهم كتاب الإنجيل المقدَّس، مع مهمّة وواجب إعلانه للعالم، قال لهم: "إنّ خدمتكم الشماسيّة لا تقتصر على خدمة المائدة الإفخارستية فحسب، بل وعلى إعلان كلمة الله أيضًا، ستتمكّنون من الكرازة من المنابر المختلفة. من الآن فصاعدًا، عليكم أن تكونوا ملمّين بكلمة الله في خدمتكم، قبل إعلانها أو الكرازة بها، عليكم أن تغذّوا أنفسكم من كلمة الله. لا يتعلّق الأمر بقدرتكم على معرفة مختلف التفاسير أو إقناع المستمعين لكم، رغم كثرة الإغراءات التي ستلاحقكم، والتي لا تستمر طويلاً وتزول مع الوقت. لذا، بدلاً من ذلك، اعملوا جاهدين على التردّد على كلمة الله، كلمة الحياة، والتي ستصقل خدمتكم رويدًا رويدًا كما وأنّها ستغذّي الذين يستمعون إليكم بقدر ما تغذّيكم".....

من ناحيته، ألقى الأب فرنشيسكو باتون حارس الأرض المقدّسة، كلمة حثّ فيها الشمامسة الجدد على تذكّر أهميّة البقاء خدّامًا متواضعين طائعين: "تحت بدلة القدّاس، حتّى الكاردينال نفسه، يحتفظ بـ "الدالماتيكا" التي يلبسها الشمّاس في خلال القدّاس: وهذا يعني أنّه لا يتخلّى أبدًا عن بُعد الخدمة. ففي الحياة "العلمانيّة" هناك مهنة، والمهنة لها تسلسل في التدرجات التي تقود الإنسان إلى قمة، أمّا في الخدمة الكهنوتيّة فإن هذه التدرّجات هي تلك الخطوات التي بها يجب أن نتعلّم النزول، والتواضع، لأنّ المسيح هو أوّل من جعل من نفسه خادمًا، وأخلى ذاته، وأطاع حتى الموت، وهو من علينا أن نتبعه".