لبنان
09 حزيران 2019, 08:06

سعد في عيد تيلي لوميار: ها نحن اليوم في حضن مريم وأمام رأس كنيستنا وكلّ آبائها والمؤمنين نجدّد إيماننا بمن جعل حبّة الحنطة شجرة تورّق

لمناسبة عيد تيلي لوميار الـ29 وعيد نورسات الـ18، وتزامنًا مع ذكرى تكريس لبنان لقلب مريم الطّاهر، وأحد العنصرة، ترأّس البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي قدّاسًا إلهيًّا في بازيليك سيّدة لبنان، حريصا. وألقى المحامي أنطوان سعد كلمة جاء فيها:

"في تلك العلّيّة، ومريم في وسطهم، كانوا مجتمعين... كما حالنا اليوم، ونحن في قلب مريم ومعها، ننتظر من جديد ألسنة نار تنير وتغيّر وجه الأرض.
لتسع وعشرين خلت كنّا هكذا... وكان يتنازعنا، كما في عنصرة الرّسل الأولى، رجاء مشوب بالقلق والخوف، وإقدام يعاند التّردّد والرّهبة، وكان صوته كما الرّيح: لا تخافوا، أخرجوا، واذهبوا في الأرض كلّها. وكان صوتها كما النّسيم الآتيّ من عرس قانا: ما يأمركم به إفعلوه.
وبقوّة من يقوّينا إنطلقنا، ولم يكن في اليدّ أكثر من خمسة أرغفة وسمكتين، وبإسمه ألقينا الشّبكة وكان صيدنا الوفير: تيلي لوميار، نورسات، نور الشّباب، نور الشّرق، مريم، نور القدّاس ...وبرامج على الأثير والإنترنت تناسب كلّ أحد.
وها نحن اليوم في حضن مريم وأمام رأس كنيستنا وكلّ آبائها والمؤمنين نجدّد إيماننا بمن جعل حبّة الحنطة شجرة تورّق وتورّف، وأغصانًا تملأ السّماء صحونًا وفضائيّات، تنادي به على السّطوح، تذهب إلى أهل الأرض حيث هم، تكلّمهم بلغّةٍ يفهمها كلّ منهم، على تعدّد اللّغات والثّقافات، تستحضر معهم مشهد أولئك الرّسل - من قالوا فيهم أنّهم سكارى- وتجعلهم يتجدّدون ويعيشون حالة طوارىء روحيّة دائمة.
فالشّكر للرّبّ على هذه الرّسالة الآتية من تلك العنصرة، والمسّتمرّة من خلال تيلي لوميار وفضائيّاتها، والشّكر لكم يا صاحب الغبطة مار بشاره بطرس على مواكبتكم لنا وبركتكم، وقد كنتم مع فعلة السّاعة الأولى تقدّمون النّصح وتقدّمون.... وكان معنا ويظلّ المطران رولان، القامّة الّتي ظلّلت مسيرتنا والقلب الّذي ضخّ في القلوب محبّته، وقد انتقل منذ أربعين يومًا إلى الضّفّة الأخرى مع من كان نائبًا له ورفيقًا في الحلّ والتّرحال البطريرك الكبير مار نصرالله بطرس، فخسرنا حضورهما في العيد لنربح شفاعتهما لدى من هو العيد الحقّ، يحيطان بأعيادنا مع كلّ من سبقهما كإكليل من الصّدّيقين.
 فالتّحيّة والدّعاء لمن سقى هذا التّلفزيون كأس ماء باردة، والوعد- ونحن على مشارف نهاية عقدنا الثّالث - أن نظلّ أوفياء للعقود والعهود، وأن نتجدّد كلّنا، مع تجديد التّكرّس لقلب مريم، في عنصرة تهبّ وتجعل كلّ شيء جديدًا."