لبنان
05 حزيران 2024, 05:30

ستّين سنة على مدرسةٍ وصفها المطران عبد الساتر بالمكان المقدَّس

تيلي لوميار/ نورسات
في ختام يوبيل الستّين عامًا على تأسيس مدرسة سيّدة جبل الكرمل للراهبات الكرمليّات للقدّيسة تريزا في الفنار احتفل المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهيّ، عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري روجيه سركيس والخوري كميل افرام، بحضور الرئيس الإقليمي للآباء الكرمليّين الأب عبدو عبدو، والأمين العامّ للمدارس الكاثوليكيّة الأب يوسف نصر، ولفيف من الكهنة والآباء، وعدد من الراهبات، ومديرة المدرسة لينا بجّاني، وأعضاء الهيئتين الإداريّة والتعليميّة، ولجنة الأهل، ولجنة القدامى، وعدد من الطلّاب والطالبات، وأعضاء الكشّاف الوطنيّ اللبنانيّ. خدمت القدّاس جوقة من طلّاب المدرسة بقيادة المرنّمة نبيهة يزبك وأستاذ الموسيقى رودي عبدالله.

 

ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

"كالمريمات اللواتي يتحدّث عنهنّ الإنجيل، اختبرن قيامة الربّ يسوع من بين الأموات وحبَّه لكلّ إنسان ولصغار هذا العالم خصوصًا، أتت الراهبات الكرمليّات للقديسة تريزا من بعيد، متخليّات عن بلدهنّ وأهلهنّ ليقمن في ما بيننا ومعنا فصار لبنان بلدهنّ وصرنا نحن أهلهنّ. جئن يبشّرن بالقول وبالفعل وبالمثل بأنّ الله يحبّ الإنسان كائنًا من كان ومن أي جنس ودين كان. جئن يبشّرن برحمة الله لكلّ خاطىء وبخلاصه الذي تحقَّق بتجسّد الربّ يسوع وموته وقيامته، هو الابن الوحيد، والمعطى لكلِّ من يطلبه".

تابع المطران عبد الساتر: "على مثال المؤسِّسة الأم الطوباويّة تريزا ماريّا للصليب تعيش الراهبات عندنا متّكلات على العناية الإلهيّة التي لا تخيِّب، وتعشن بتجرّد مكتفيات بما هو أساسيّ من المأكل والملبس. إنّهنَّ تسجدن أمام القربان المقدّس في النهار وفي الليل ليتلقنَّ من المعلّم الأوّل كيفيّة بذل الذات بمجانيَّة، والعناية من دون ملل بالطفل والبالغ. وتسجدنَ أمام القربان لأنَّ في الربّ عزاءهنّ في الضيقات، وفي الربّ قوّتهن في المحَن، وفي الربّ فرحهنّ الذي لا يخمدُ بخيبة أو بفشلٍ. وفي نهاية النهار يردّدنَ: نحن فاعلات بطّالات. وعبثًا يبني البناؤون إن لم يبنِ ربُّ البيت، والربّ يسوع هو ربّ البيت وحده.

فشكرًا لكنَّ يا أخواتي على وجودكنّ بيننا وعلى خدمتكنّ وعلى صلاتكنّ وعلى مثلكنَّ الصالح أمامنا وأمام أولادنا".

أردف المطران قال: "في سفر الخروج يقول الله لموسى من داخل العلّيقة التي تحترق: ]لا تقترب إلى هنا: إخلع حذاءك من رجليك، لأنَّ المكان الذي أنت واقف عليه أرض مقدَّسة.[ (خر 3/5) هذا الكلام ينطبق الآن علينا وعلى هذا المكان. فحريٌّ بنا جميعًا أن نخلع حذاءنا لأننا حقًّا واقفون على أرض مقدّسة وفي مكان مقدّس. فهذه المدرسة مقدّسة هي، ليس فقط لأن الله الثالوث حاضر وفاعلٌ في كلّ من يعيش ويعمل فيها من راهبات وأفراد الهيئة التعليميّة والإداريّة والطلاب وذويهم. هي أيضًا مقدّسة لأنّها ثمرة الكثير من الحبِّ والإماتات والكثير من عرق الجبين وساعات طوال من السجود والصلاة أمام القربان المقدّس. إنَّ هذه المدرسة هي مكان مقدّس لأنَّ بين جدرانها ينمو الطفل بالحكمة والمعرفة والقامة ليصير بالغًا مؤمنًا وفاعلًا في كنيسته ومجتمعه. يجب ألّا تغفل عنّا هذه الحقيقة حين ندخل هذا المبنى، فندخله دومًا بورع وبانحناءة رأس."

وختم المطران عبد الساتر كلمته قائلًا: "أشكر الأخت كلير على دعوتها لي إلى المشاركة في ختام يوبيل الستّين سنة ومن هنا أقول بأن لا يحقّ للمسؤولين في لبنان أن يتخلّوا عن دورهم في المحافظة على التعليم الخاصّ والرسميّ وفي تطويره بحجّة النقص في المال. ليتنبَّه المسؤولون إلى أنّ الشعب الجاهل يدمِّر وطنه وأن لا قيمة لحاكم من دون شعب ومن دون وطن".

وفي ختام القدّاس، كانت كلمة للأخت غادة شلَح قالت فيها : "هذه السنوات تعطينا مسؤوليّة أكبر في دعوتنا لنكون منارة، وهذا أمر ليس سهلًا من دونكم لأنّنا لا نستطيع أن نستمر بمفردنا....فنحن معًا على الباخرة التي ينبغي أن تصل دائمًا إلى برّ الأمان، على هدي بوصلتها: كلمة الله... ونشكر الله أنّ الأجيال التي مرّت على مدى ٦٠ عامًا وصلت إلى هذا البرّ بفضل عائلة المدرسة....

ثمّ ختمت الأخت شلح كلمتها بشكر الله...مع تمنّياتها "أن تبقى هذه المدرسة منارة في وسط هذه الظلمة، وتكون شعلة حبّ مضاءة لأجيال وأجيال بشفاعة سيّدة جبل الكرمل والطوباويّة تريزا ماريّا للصليب".