لبنان
04 حزيران 2021, 12:30

ساكو: علينا أن نحترم تنوّعنا ونتضامن لنبني مجتمعًا أفضل

تيلي لوميار/ نورسات
شارك بطريرك بابل للكلدان مار لويس روفائيل ساكو باللّقاء الافتراضيّ الّذي نظّمته اللّجنة العليا للأخوّة الإنسانيّة حول "مُخرجات زيارة البابا للعراق: وقت للأخوّة"، شارك فيه رئيس المجلس البابويّ لحوار الأديان الكاردينال ميكيل إيّوسو، ورئيس اللّجنة القاضي محمّد عبد السّلام، وممثّل منظّمة الأمم المتّحدة أرنيستو أوتون لاميريس، ووزير التّسامح في دولة الإمارات العربيّة نهيان بن مبارك آل نهيان. ومن العراق شارك كلّ من: وزير الثّقافة د. حسن ناظم، والسّيّد د. جواد الخوئي من النّجف، والشّيخ د. عبد الوهاب السّامرائيي من المجمع الفقهيّ السّنّيّ من بغداد، والأب أوليفييه بوكيون الدّومنيكيّ من أربيل.

خلال اللّقاء، ألقى البطريرك ساكو مداخلة شكر فيها اللّجنة العليا للأخوّة الإنسانيّة على تنظيم اللّقاء، آملاً التّوصّل إلى رؤية وخطّة عمل لتنفيذ ما أشار إليه البابا فرنسيس في خطاباته ولقاءاته خلال زيارته إلى العراق. وقال ساكو بحسب ما نشر إعلام البطريركيّة الرّسميّ: "وسط ما تعيشه المنطقة من صراعات وحروب وتيّارات متطرّفة وتبعات جائحة كورونا، جاءت زيارة البابا فرنسيس التّاريخيّة إلى العراق 5-8 آذار 2021 لتحمل رسالة واحدة مؤثّرة هي: كلّنا إخوة متنوّعون، وعليه يجب أن نحترم تنوّعنا ونتضامن لنبني مجتمعًا أفضل. البابا شدّد على أن تصمت أصوات الأسلحة ولا أحد يجب أن يقتل الآخرين بإسم الله، لكي نسير على طريق تحقيق السّلام والاستقرار والحرّيّة والكرامة لكلّ إنسان، كأساس للعيش المشترك.

اليوم وبعد مرور ثلاثة أشهر على الزّيارة، أوَدّ أن أقدّم ثلاثة مقترحات عمليّة لترجمة رسائل البابا للعراق والمنسجمة مع وثيقة الأخوّة البشريّة الموقّعة في أبو ظبي بينه وبين شيخ الأزهر د. أحمد الطّيّب، وأيضًا مع قول المرجع الشّيعيّ الأعلى آية الله علي السّيستانيّ "نحن جزء منكم وأنتم جزء منّا".

1. دور رجال الدّين لا يمكن تجاهل أهمّيّة دور رجال الدّين في توجيه سلوك النّاس والإرشاد. ثمّة ضرورة ملحّة لتجديد الخطاب الدّينيّ ليتلاءم مع الواقع الحاليّ للتّنوّع والتّعدّديّة الدّينيّة والقوميّة في منطقتنا ممّا يساعدنا على الخروج من الموروث القديم لكي تغدو الدّيانات جسرًا للتّفاهم والاحترام المتبادل والمصالحة والسّلام والاستقرار في المنطقة والعالم.

2. دور التّربية. ثمّة حاجة ملحَّة لإعداد منهج موحّد مشترك يعرّف الدّيانات في المنطقة خصوصًا المسيحيّة والإسلام، يؤسّس على تعليم أصول الدّيانات والقواسم المشتركة والقيم الرّوحيّة والأخلاقيّة. مثل هذه التّربية قادرة على احتضان التّنوّع والتّعدّديّة وتساعد على بناء علاقات قويّة للتّضامن والتّعاون بين المواطنين.

3. دور السّياسيّين. حان الوقت للسّياسيّين أن يطوّروا فكرهم ورؤيتهم، ويجدّدوا انتماءهم لشعبهم والتزامهم بخدمته. عليهم أن يكونوا أوفياء لهذه الرّسالة النّبيلة الّتي ينتظرها المواطن بفارغ الصّبر. أتمنّى أن يميّز الدّين عن السّياسة وأن تكون هناك دولة مدنيّة تقف على مسافة واحدة من جميع مواطنيها.

في الختام أوَدّ أن أشير بارتياح إلى ما قامت به دولة الإمارات العربيّة في مجال التّسامح الدّينيّ والثّقافيّ والاجتماعيّ وتأسيس وزارة خاصّة بالتّسامح. وبدأت الحكومة بِسَنّ تشريعات تتلاءم مع الواقع الدّينيّ والثّقافيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ الّذي يعيشه المجتمع المعاصر خصوصًا ما يتعلّق بقوانين الأحوال الشّخصيّة. على الدّول الأخرى أن تعمل المثل".