العراق
22 شباط 2024, 12:10

ساكو: الصّوم يرسّخ الأمل – الرّجاء في قلوبنا

تيلي لوميار/ نورسات
في زمن الصّوم المبارك، كتب البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو:

"الإيمان، ليس خطابات وشعارات، بل قناعة متطلّبة، ومواقف وأفعال، تخترق كيانَنا بكامله. والإيمان الذي لا يغيّر حياتنا نحو الأفضل، لا يُعتبر إيمانًا!

المؤمن الحقيقيّ، هو من يقبل كلمة الله ويعمل بها من دون التباس. يقول يسوع: "لَيسَ مَن يَقولُ لي يا ربّ، يا ربّ يَدخُلُ مَلكوتَ السَّمَاوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَاوات" (متّى 7/ 21).في هذا السّياق تنبّهنا رسالة يعقوب الرّسول قائلةً: "ما المنفعة إن قال أحد إنّ له إيمانًا، ولكن ليس له أعمال؟"(2/ 14).

قاعدة التّمييز،"من ثِمارِهم تَعرِفونَهم"(متّى 7/ 16). الأفعال وحدها تؤكّد صدق الشّخص وليس كلامه.

الصّوم،يخلق أجواء ملائمة للدّخول إلى بيتنا الدّاخليّ، والنّظر إلى الأبعد وترميمه بالتّوبة والرّجوع إلى الله. حضوره في حياتنا اليوميّة يفتح لنا باب الرّجاء والاهتداء الإنجيليّ، لتصحيح السّلوك، والتّخلّي عن العادات السّيئة، وتغيير العقليّة، والتفكير، والقرارات، على ضوء ما يطرحه علينا الإيمان من أسئلة حول قضايا مهمّة ومصيريّة نواجهها على الصّعيد الشّخصيّ والعائليّ والكنسيّ والاجتماعيّ، حتّى نتمكّن من العيش بتناغم وسلام.

الأمل – الرّجاء،هو الحفاظ على شعلة الأمل وعدم السّماح بإخمادها في قلب المؤمن أبدًا. ويتعيّن على الكنيسة، في عالم مثقل بالأحداث كعالمنا الحاليّ، أن تسهر أكثر على الخدمة الإنسانيّة والرّوحيّة، وتعمّق الثّقة المطلقة بالعناية الإلهيّة في قلوب المؤمنين المتعبين، وترفع معنويّاتهم. وأن تساعدهم على الإصغاء إلى صوت الله واكتشاف القيمة الإيجابيّة في الألم والضّيق، ويدركوا أنّ الخير في النّهاية ينتصر على الشّرّ، والمحبّة على الحقد، والحقّ على الكذب، والعدالة على الظّلم، والسّلام على الحرب، والنّور على الظّلام، لأنّ المسيحيّة ليست ديانة الألم والهزيمة، بل ديانة الحياة والتّجدّد والقيامة. الإحباط واليأس موت بطيء.

لنكن يقظين، أمام الضّغوطات العديدة التي نتعرّض لها، ولنتبع يسوع عن كثب، فمراحل درب الصّليب تنتهي بالقيامة. إنّها فرصة مصيريّة، لنواصل الصّلاة، لكي يمنحنا الرّبّ القوّة للتّمسّك بالأمل بثقة، ومساندة بعضنا البعض إلى "أن تَعبُرَ العواصف" مزمور (57/ 2)."