الأراضي المقدّسة
06 كانون الأول 2017, 16:24

رسالة أساقفة ورؤساء كنائس القدس إلى الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب

وجّه أساقفة ورؤساء كنائس القدس رسالة إلى الرّئيس الأميركيّ دونالد ترامب أعربوا خلالها عن قلقهم من قرار الإدارة الأميركيّة بنقل السّفارة الأميركيّة إلى القدس، وما قد ينتج عنه من آثار سلبيّة. وجاء في نصّ الرّسالة:

 

الرّئيس دونالد ترامب،

رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة

القدس، في 6 كانون الأوّل/ ديسمبر 2017

 

فخامة الرّئيس،

 

نحن ندرك ونقدّر لكم الاهتمام الخاصّ الّذي تكرّسونه لوضع القدس في هذه الأيام. ونحن نتابع باهتمام ونرى أنه من واجبنا أن نوجّه هذه الرّسالة إلى فخامتكم. وفي 17 يوليو / تموز 2000، وجّهنا رسالة مماثلة إلى القادّة الّذين اجتمعوا في كامب ديفيد لتقرير وضع القدس، وقد أخذوا رسالتنا بعين الاعتبار. واليوم، سيّدي الرّئيس، نحن على ثقة بأنّكم ستأخذون وجهة نظرنا بعين الاعتبار بشأن وضع القدس البالغ الأهميّة.

إنّ أرضنا مدعوّة لتكون أرض سلام. القدس، مدينة الله، هي مدينة سلام لنا وللعالم. ومع ذلك، للأسف، إنّ أرضنا المقدّسة مع القدس المدينة المقدّسة، هي اليوم أرض نزاع.

أولئك الّذين يحبّون القدس يمتلكون الإرادة الكاملة للعمل على جعلها أرض سلام ومدينة سلام وحياة وكرامة لجميع سكّانها. صلاة جميع المؤمنين بها - الأديان الثّلاثة والشّعبين الّذين ينتمون إلى هذه المدينة - ترتفع إلى الله طالبين السّلام، كما يقول المزمور: "إرجع يا الله القوّات، تطلّع من السّماء وانظر!". هلا تلهم قادتنا، وتملأ عقولهم وقلوبهم بالعدالة والسّلام.

سيّدي الرّئيس، إنّنا نتابع بقلق التّقارير المتعلّقة بإمكانيّة تغيير وجهة نظر الولايات المتّحدة لوضع القدس وكيفيّة التّعامل معه. ونحن على يقين من أنّ هذه الخطوات ستؤدّي إلى زيادة الكراهية والنّزاع والعنف والمعاناة في القدس والأرض المقدّسة، ممّا يبعدنا عن الوحدة ويدفعنا إلى انقسام مدّمر. نحن نسألكم، سيّدي الرّئيس، مساعدتنا جميعًا على السّير نحو المزيد من الحبّ والسّلام والذي لا يمكن بلوغه إن لم تكن القدس للجميع.

إنّ نصحيتنا ونداءنا لكم أن تواصل الولايات المتّحدة الاعتراف بالمركز الدّولي الحاليّ للقدس، وأيّ تغييرات مفاجئة قد تسبب ضررًا لا يمكن إصلاحه. ونحن واثقون من أن الإسرائيليّين والفلسطينيّين، بدعم قويّ من أصدقائنا، قادرون على التّفاوض على سلام مستدام وعادل، يستفيد منه كل من تاق لتبلغ مدينة القدس مصيرها. ويمكن تقاسم المدينة المقدّسة والتّمتع بها بالكامل ما إن تساعد العمليّة السّياسيّة على تحرير قلوب جميع النّاس الذين يعيشون فيها من ظروف النّزاع والتّدمير التي يعانون منها.

اقترب حلول عيد الميلاد المجيد، وهو عيد السّلام. وقد رنّمت الملائكة في سمائنا: "المجد لله في العلى وعلى الأرض السّلام." وفي عيد الميلاد القادم، ندعو ألّا تُحرم القدس من السّلام، ونطلب منكم سيّدي الرئيس مساعدتنا على الاستماع إلى ترنيمة الملائكة. وكقادة مسيحيّين في القدس، ندعوكم إلى السّير معنا بكل أمل ونحن نبني سلامًا عادلًا وشاملًا لجميع شعوب هذه المدينة المقدّسة والفريدة.

مع أطيب التّحيات، وأطيب التّمنيات لعيد ميلاد مجيد.

 

أساقفة ورؤساء كنائس القدس

+ البطريرك ثيوفيلوس الثّالث، بطريركيّة الرّوم الأرثوذكس

+ البطريرك نورهان مانوغيان، بطريركيّة الكنيسة الرّسوليّة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة

+ رئيس الأساقفة المطران بييرباتيستا بيتزابالا، المدبّر الرّسوليّ للاتين في الأراضي المقدّسة

+ حارس الأراضي المقدّسة الأب فرانشيسكو باتون

+ رئيس الأساقفة الأنبا أنطونيوس، بطريركيّة الأقباط الأرثوذكس، القدس

+ رئيس الأساقفة سويروس مالكي مراد، بطريركيّة السّريان الأرثوذكس

+ رئيس الأساقفة أبا إمباكوب، البطريركيّة الأرثوذكسيّة الأثيوبيّة

+ رئيس الأساقفة يوسف جول زريعي، بطريركيّة الرّوم الملكيّين الكاثوليك

+ رئيس الأساقفة موسى الحاج، رئاسة الأساقفة المارونيّة

+ رئيس الأساقفة سهيل دواني، الكنيسة الأسقفيّة في القدس وفي الشّرق الأوسط

+ الأسقف منيب يونان، الكنيسة الإنجيليّة اللّوثريّة في الأردن وفي الأرض المقدّسة

+ الأسقف بطرس مالكي، النّيابة البطريركيّة للسّريان الكاثوليك

+ المونسنيور جورج دانكاي، البطريركيّة الكاثوليكيّة الأرمنيّة