ثقافة ومجتمع
03 أيار 2024, 06:30

حريَّةُ التفكيرِ أَسبَقُ من حُرِّيَّةِ التعبير وكرامةُ الإعلام.. من كرامة الوطن..!

تيلي لوميار/ نورسات
جورج كلّاس في اليوم العالمي لحرية الصحافة

 

"بمناسبة اليوم العالمي لحرّيّة الصحافة أتقدّم من رُسلِ الحقيقة والعاملين في ميادين الكلمة النظيفة والصورة النقية، أكاديميّين وزميلات وزملاء، بخالص التمنيات بأن يكون هذا اليوم عيدًا للإعلام الراقي، كشريكٍ في صناعة المسؤوليّة الوطنيّة والمجتمعيّة وتحصين الدور المهنيّ للإعلاميّ وحماية رسوليّته وإحترافيّته وتحريرها من كلّ ما يُعَكِّرُ صفاء أجواء الحرّيّة التي يمتازُ بها لبنان. 

إنّ حرّيّة الإعلاميّ هي من حرّيّة المؤسسة الإعلاميّة، وحرّيّة الإعلام هي من حرّيّة النظام، وحرّيّة النظام هي من حرّيّة المجتمع. هذه الثلاثية تتكامل لتشكِّلَ مجتمعًا إعلاميًّا مُتَراصًّا يكون بحقٍّ سلطةَ وازِنةً وحكيمةً هي "السلطة الإعلاميّة" بمعنى أنّها مسؤوليّة خالصة. وحمايةً لمفهوم الصحافة والإعلام، وتحصينًا لدورِ العاملين في المؤسسات النظاميّة، وتأكيدًا لقيمة "الحصانة المهنيّة" التي يجب أن يتمتّع بمفعولها الصحافيّون والإعلاميّون النظاميّون، وحفاظًا على "الكيانيّة النقابيّة والمهنيّة للإعلاميّ"، فإنّني أدعو إلى التمييز قانونًا ولَفْظًا ومعنىً، بين تسميات "الصحافيّ، والإعلاميّ"، والتفريق بينهما وبين "المُدَوِّن، والمُغَرِّد، وكُتّاب المواقع، وروّاد وسائل التواصل الاجتماعيّ" والفصل بين التوصيفات التي تحكم عملهم مع إحترام كامل لحرّيّة ورأي كلّ شخص. 

ونحن ننتظر إقرار قانون الإعلام الإلكترونيّ، نتَطلَّعُ إلى تحديثٍ دائمٍ للقوانين الناظمة للإعلام مراعاةً للمتغيرات وتوافقًا مع العصرنة التي تستوجبها إنتظارات اللبنانيين وتطلعاتهم نحو إعلام اكثر حداثةً ، شكلًا ومضمونًا وأهدافًا. 

إنَّ تحصين دور الإعلاميّ في مجتمعٍ إنمَزَج فيه الحقّ بالحرّيّة بديمقراطية الفوضى، يكون بالتركيز على أنّ "حرّيّة التعبير"، تَرتبطُ بنُيَوِيًّا بتوفير "حرّيّة التفكير" من دون إسقاطاتٍ وتوزيع ألقابٍ وصفاتٍ، لتوفير حمايات والإغراق بحصاناتٍ إفتراضية. والحريِّتان تتلازمان وتنسلَّانِ جَذْريَّا من "الحرّيّة" التي توفّرها المؤسسة للإعلاميّ، بعيدًا عن المَنْعِ والصَّدِّ والترهيب والتعسُّف والإسغتناء والطرد والإقالة ! 

إنّي إذْ أُهنّئُ الإعلاميّات والإعلاميّين والعاملين في خدمة الحرّيّة والحقيقة بهذا اليوم الحاملِ مَجْدَ الإسهام ببناء مجتمعٍ لبنانيّ أشَدَّ وطنيةً وأرسخَ إلتزامًا وأصْرَحَ إنتماءً وتفاعلًا إنسانيًّا، أتمنّى لنقابة المحرّرين ونقابة الصحافة ونقابة المرئي والمسموع والتنظيمات الإعلاميّة القانونيّة، كلَّ النجاح للبقاء في جهوزيّةٍ دائمة في خدمة الوطن والانسان والكلمة الحرّة والجَهرِ بالرأي الحُرِّ والمُتحرِّرِ من أيِّ ضغوط."