المطران ابراهيم هنّأ اللّبنانيّين بالاستقلال: لنجدّد إيماننا بلبنان وبقدرتنا على التّغلّب على التّحدّيات
وجاء في بيان صدر عن مكتبه الإعلاميّ: "في يوم عيد الاستقلال، نقف معًا، شعب لبنان الواحد، نحتفل بذكرى تحرّرنا واستقلالنا، ولكن في قلوبنا ثقل وحسرة على ما آلت إليه أحوال بلدنا الحبيب. في هذا اليوم، تتعالى مشاعر الفخر بتاريخنا وإرثنا، لكنّها ممزوجة بألم عميق لما نشهده من تحدّيات جسام تواجه وطننا ومواطنينا.
في ظلّ الأزمات المتتالية الّتي تعصف بلبنان، من الصّعوبات الاقتصاديّة إلى الانقسامات السّياسيّة والاجتماعيّة، يتأرجح شعبنا بين الأمل واليأس. نرى كيف يكافح أبناء وبنات هذا الوطن يوميًّا من أجل الحفاظ على كرامتهم وتوفير الحياة الكريمة لعائلاتهم. تلك الحياة الّتي كانت يومًا موعودة في أرض الأرز. نشعر بحسرة على الأيّام الّتي كان فيها لبنان ملاذًا للسّلام ومنارة للثّقافة والحرّيّة. الآن، يكافح شعبنا لتوفير الضّروريّات الأساسيّة، وتتزايد الفوارق الاجتماعيّة والاقتصاديّة، ممّا يجعل الحياة أكثر صعوبة يومًا بعد يوم.
وكما نشهد الأوضاع المؤلمة في فلسطين وجنوب لبنان، نتذكّر بأنّ السّلام والاستقرار هما نعمتان لا تُقدّران بثمن. الصّراعات والعنف الّذي يعمّ هذه المناطق يجلب الدّمار ليس فقط للممتلكات، بل للأرواح والأحلام أيضًا.
في هذه الذّكرى المجيدة، نتأمّل في معنى الاستقلال والحرّيذة. الإستقلال ليس مجرّد حدث تمّ في الماضي، بل هو التزام مستمرّ بالعمل من أجل وطن يعمّه العدل والسّلام والازدهار. إنّه دعوة لنا جميعًا لأن نعيد إحياء روح الوحدة والتّعاون، لنبني معًا لبنان الّذي نحلم به.
نصلّي اليوم من أجل لبنان، من أجل أن يجد هذا الوطن العزيز طريقه نحو الاستقرار والنّموّ. نصلّي من أجل أن يشعر كلّ لبنانيّ بالفخر والأمان في وطنه. نصلّي من أجل أن تكون الأيّام القادمة أيّام ترميم الأمل وإحياء الرّجاء.
في عيد الاستقلال هذا، لنجدّد إيماننا بلبنان وبقدرتنا على التّغلّب على التّحدّيات. لنعمل معًا من أجل مستقبل أفضل، مستقبل يسوده السّلام والمحبّة والتّفاهم.
كلّ عام ولبنان وشعبه بألف خير."