الرّاعي في عيد انتقال السّيدّة العذراء: يجب أن نبتعد عن البغض والحقد والضّغينة كمسيحيّين
خلال القدّاس الاحتفاليّ بالمناسبة، ألقى البطريرك عظة تحدّث فيها عن فضائل العذراء مريم والعقائد الإيمانيّة وقال:
"نحتفل اليوم على كلّ الأرض بعيد أمّنا مريم العذراء بانتقالها بنفسها وجسدها إلى السّماء ونسمّيه العيد الكبير المريميّ وهو بالنّسبة لنا في قنّوبين نحتفل فيه بنوع من التأثير وعودة إلى التّاريخ القديم وما عاشه القدّيسون منذ عهد العثمانيّين وهو العيد الكبير وكانت كلّ قناصل الدّول تأتي إلى الوادي للاحتفال مع البطاركة جيل بعد جيل واستمرّ التّقليد حتّى بعد أن ترك البطاركة قنّوبين وصعدوا إلى الدّيمان، وقد توقّف لفترة من الزّمن لأسباب خاصّة وعاد إحياءه وهنا نصلّي لراحة نفس الخوري يواكيم مبارك مع الرّاهبات الذين انعشوا الحياة في وادي قنّوبين واليوم قناصل الدّول والسّفراء غير موجودين معنا لأنّ الظّروف تتغيّر لكن الشّعب حاضر معنا من كلّ المناطق ونذكرهم معنا ونذكر الذين عبروا قبلنا في هذه الذّبيحة الإلهيّة. استحضر معكم لأقول إنّ هذا العيد هو عيد الأعياد، العيد الكبير، لأنّه تتويج للعظائم التي صنعها الرّبّ مع مريم وأصبحت في الكنيسة عقائد إيمانيّة أعلنتها الكنيسة من بابا إلى بابا وصولًا إلى بيوس الثّاني عشر الذي كرّم عقيدة الانتقال الذي يرتكز عليها هذا العيد. إنّ مريم عظّمها الله من خطيئة آدم الموروثة وقد أزيلت بالمعموديّة والعذراء تعمّدت قبل المعموديّة باستحفافات بيسوع المسيح وهي عقيدة الحبل بلا دنس يعني من لحظة تكوينها في حشاء أمّها حنّة زوجة القدّيس يواكيم. والعقيدة الثّانية أنّ مريم لم تعرف أيّة خطيئة شخصيّة ولمّا أتاها الملاك حيّاها بهذا التّعبير يا ممتلئة نعمة تحيّة إلهيّة فالرّبّ هيّأها لأن تكون أمّ الإله المتجسّد. والعقيدة الثّالثة كانت من مجمع أفسس الذي أعلن أنّ مريم والدة الإله ونحن نسمّيها أمّ الله. والعقيدة الرّابعة أنّ مريم شاركت ابنها في آلام الفداء وكلّنا نتذكّر يوم قدّم يسوع إلى الهيكل قال لها سمعان الشّيخ سيجتاز قلبك رمح وحياتها بدأت بالألم والولادة بالهرب إلى مصر والعودة لا في السّيارة ولا بالطّائرة وقد تقبّلت الألم وكلام النّاس عنها قبل أن تنتقل إلى بيت زوجها يوسف حسب الشّريعة لنتأمّل أمّ يسوع كم تألّمت والكنيسة تعتبرها إنّها شاركت في آلام الفداء .
هذه العقائد الأربعة مبنيّ عليها انتقال السّيّدة العذراء بنفسها وجسدها إلى السّماء. ونحن من هذه الأجيال الذين يكرّمون من قنّوبين أمّنا مريم العذراء، فهي أمّنا بالنّعمة يعني أنّنا أصبحنا أخوة وأخوات يسوع وحتّى نعيش هذه الثّقافة يجب أن نبتعد عن البغض والحقد والضّغينة كمسيحيّين. نحن كنيسة هذا العالم في هذا المشرق العربيّ ويجب أن نتفاعل مع بقيّة الثّقافات في البلدان التي نعيش فيها هذا الكلام نقوله من وادي النّساك، من وادي البطاركة الذين عاشوا من أربعمائة سنة وكانوا المقاومة الخقيقيّة حيث قاوموا بقداستهم وسيرتهم الصّالحة وصلاتهم ومسيرتهم الوطنيّة مع البطريرك الحويّك في العام ١٩٢٠ حتّى وصلوا إلى هذا اللّبنان الذي هو تحفة في هذا الشّرق والذي سمّاه البابا يوحنا بولس الثّاني بأكثر من وطن وبأنّه رسالة. نجدد إيماننا بلبنان من هنا من قنّوبين ولا يمكن أن نفرّط بهذا الكنز. نحن أبناء لبنان وهذه نوايانا نضعها اليوم على المذبح في عيد انتقال أمّنا مريم العذراء وطوبى للعظائم التي صنعها لها الرّبّ يسوع، آمين."
وبعد القدّاس استقبل البطريرك والرّاهبات المشاركين بالذّبيحة الإلهيّة.