لبنان
18 نيسان 2024, 05:30

البلمند ترنّم "العودة إلى ما هو أفضل"

تيلي لوميار/ نورسات
يوجّه دير البلمند، ببركة البطريرك يوحنّا العاشر، دعوةً إلى الجميع لحضور أمسيةٍ مرتَّلة بعنوان "العودة إلى ما هو أفضل"، تقدّمها جوقة معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ، بالاشتراك مع المتقدّم بالكهنة الأب جرمانوس جبران.

 

ذلك يوم الأحد 21 نيسان (أبريل) 2024، عند الساعة السادسة مساءً، في القاعة الأثريّة في الدير. يسبق الأمسية افتتاح معرض أيقونة القدّيسة مريم المصريّة، ومخطوط التريودي، في كنيسة القدّيس جاورجيوس، عند الساعة الخامسة والنصف. يستمرّ المعرض لغاية يوم الأربعاء، في الرابع والعشرين من نيسان (أبريل) 2024. 

تحتفل الكنيسة الأرثوذكسيّة بعيد القدّيسة مريم المصريّة في نيسان، وهي بعدُ في زمن الصوم الكبير لأنّ قصّة هذه المرأة تخبر عن رحمة الله وفرحه بعودة الخاطئ وخلاصه من جهة، وعن نعمة التوبة التي إذا فتح الإنسان باب كيانه أمامها، بدّلت حياته بالكامل، لا بل أعادته من الموت إلى الحياة، من جهةٍ أخرى. 

 

هذا مختصرٌ مقتضب عن حياة القدّيسة مريم المصريّة نقلًا عن الكنيسة القبطيّة. 

ولدت مريم عام 344 م ومنذ سنّ الثانية عشر بدأ ذهنها يتلوّث بالخطيئة، وأسلمت نفسها للملذّات مدّة سبع عشرة سنة. سافرت مع مجموعة من الشباب متّجهين إلى أورشليم لحضور عيد الصليب المقدّس.

حلَّ يوم عيد الصليب واتّجهت الجموع إلى كنيسة القيامة، ولمّا جاء دورها للدخول، وعند العتبة شعرت برجْلِها وكأنّها مُسَمَّرة فلم تستطع الدخول. كرّرت المحاولة أكثر من مرّة، إنّما من دون جدوى. عندئذ اعتزلت في مكان هادئ بجوار بوّابة الكنيسة وانفجرت بالبكاء. رفعت نظرها فرأت صورةَ العذراء فوق رأسها، فطلبت شفاعة الأمّ القدّيسة من كلّ قلبها، وسألتها أن تسمح لها بالدخول لتكرّم الصليب، وبعدها سوف تودِّع ملذّات العالم كلّها. 

استجابت لها العذراء، ودخلت مريم وعادت مرّة أخرى إلى صورة الأمّ القدّيسة وطلبت إرشادها، فسمعت صوتًا يقول لها: "اعبري الأردن، فهناك تجدين مكانًا لخلاصِك". في المساء، سلكت طريق الأردن، ووصلت إلى كنيسة على اسم يوحنّا المعمدان واعترفت بخطاياها وتناولت من الأسرار المقدَّسة.

بعد ذلك، عبرت الأردن وأخذت تسير في الصحراء...هناك أمضت خمسًا وأربعين سنة. في أحد الأيّام، وبينما كان راهبٌ يُدعى زوسيماس يقضي فترة الصوم معتكفًا، التقى بالناسكة التي طلبت منه أن يعود إليها في يوم خميس العهد من العام التالي عند شاطئ الأردن ومعه القربان المقدَّس. وبالفعل، عاد الكاهن وحمل معه الجسد المقدَّس، فطلبت إليه مريم أن يحضر إليها في العام المقبل.

في الموعد المحدَّد، سنة 421، ذهب الراهب حاملًا القربان لكنّه وجد جثمان مريم وبجانبه طلبًا منها أن يدفنَها فى المكان عينه، مع قصّتها.