لبنان
25 نيسان 2024, 11:05

البطريرك ميناسيان في ذكرى الإبادة الأرمنيّة: نحن أبناء السّلام وللسّلام نعمل

تيلي لوميار/ نورسات
لمناسبة الذكرى التاسعة بعد المئة للإبادة الأرمنيّة، ترأّس كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، الذبيحة الإلهيّة في باحة مدرسة القدّيس غريغوريوس المنوّر في الجعيتاويّ وعاونه لفيف من أصحاب السادة المطارنة والآباء الكهنة والشمامسة.

 

وشارك في القدّاس، بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، البطريرك مار إغناطيوس الثالث يونان، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وراعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر ممثلان بالمونسنيور بيير أبي صالح، والأب جوستينيوس ديب ممثلًا راعي أبرشية بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، راعي أبرشية بيروت للسريان الأرثوذكس، المطران دانيال كورية، ومطارنة وكهنة من مختلف الكنائس إلى جانب الحضور الرسميّ والشعبيّ.

وقال البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان في عظته:

"لقد نفذت الكلمات والتعابير كلّها أمام هذه الإبادة والقمع الجماعيّ لشعبٍ أعطى العالم من كلّ ما يحويه الفكر من الانفتاح، إلى الشهادة، الى السلام، ولم يبق لديه سوى الرجوع إلى الجذور التي نبت منها وهي جذور الديانة المسيحيّة التي تكمّش بها ودفع ثمنها عرقًا وحياة.

لم يبقَ له غير كلام المسيح في الطوباويّات:

طوبى للحزانى فإنّهم يعزّون

طوبى للسّاعين إلى السلام فإنّهم أبناء الله يدعون

طوبى للمضطَّهَدين على البرّ فإنّ لهم ملكوت السماوات (متى 5: 3...)

هذه هي مميّزات هذا الشعب الأبيّ وقيمه، الشعب الأرمنيّ الساعي إلى السلام والسلام يهرب منه، يقاوم الاضطهادات ويبقى المضطهد أمام أنظار العالم. ولو عوقب ذاك الجرم في بدايته لما كانت الشعوب اليوم تعاني التنكيل والقتل والنفي في الصحاري مثلما فعلوا في الماضي بالشعب الأرمنيّ."

وتابع البطريرك ميناسيان "نحن أولاد هؤلاء الشهداء وأحفادهم، ولا يزالون حتّى أيّامنا هذه يعملون بكلّ جهد لجرّنا إلى العنف والإجرام، على الرغم من المساعي كلّها التي لا يزال يقدّمها هذا الشعب الباسل ولكنّها من دون جدوى لأنّ الضمائر اليوم مخدَّرة ونائمة."

وأكّد البطريرك: "نعم، نحن أبناء السلام وللسلام نعمل وطريقه نعلم وسنكمل سعينا بالمحبّة والانفتاح، بالتضحية والعطاء"، مشيرًا إلى أنّنا: "نحن أبناء السلام والسلام نستقيه من نبعه الإلهيّ. الله هو ينبوع السلام وهو الذي قال:" طوبى للساعين إلى السلام فإنّهم أبناء الله يدعون.  وأنا على يقين من أنّ الإرادة للسلام لا تزال فينا جميعا مسلمين ومسيحيين  فما علينا إلّا النظر إلى عَلُ والتمسّك به هو المخلّص الوحيد وبروحه القدّوس سننتصر على الشرّ السائد في هذا العالم."

في نهاية القدّاس، ألقى المونسنيور باتريك موراديان، النائب البطريركيّ العام لأبرشية بيروت البطريركية كلمة بالمناسبة جاء فيها:

"اليوم، تحوّل قلب الأمّة الأرمنيّة مرّة أخرى، الى مذبح، وبكلّ خوفٍ وجللٍ نسترجع الذكرى العطرة لمليون ونصف المليون من شهدائنا، الذين ماتوا من أجل الإيمان المسيحيّ، من أجل الأمّة والوطن...كلمة "شهادة" تعني بذل الذات....وما بين الذبيحة الإلهيّة وذبيحة الشهداء علاقة وثيقة"، وأكمل: "كل أمّة تحترم شهداءها... لكنّ الشهادة الأرمنيّة تختلف وذلك بسبب قسوة الإبادة التي حصدت حَيْواتِهم وعنفِها...ولا يوجد في الكنائس المسيحيّة جمعاء مثال تمكن مقارنتُه بالاستشهاد الذي تعرّض له الأرمن...تاريخنا هو تاريخ شعب شهيد، وقائم من بين الأموات...".