أميركا
15 حزيران 2023, 11:50

البابا فرنسيس: آن الأوان كي نقول جدّيًا "لا" للحرب!

تيلي لوميار/ نورسات
"لقد آن الأوان كي نقول جدّيًّا "لا" للحرب، وكي نؤكّد أنّ السّلام وحده محقّ، لا الحروب". بهذا الإصرار دوّت كلمات البابا فرنسيس في اجتماع مجلس الأمن الدّوليّ الّذي عُقد في نيويورك حول موضوع "قيم الأخوّة الإنسانيّة في تعزيز ودعم السّلام"، في الخطاب الّذي قرأه بإسمه أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدّول والمنظّمات الدّوليّة رئيس الأساقفة بول ريتشارد غالاغر أمام المشاركين، وفي مقدّمتهم أمين عامّ المنظّمة الأمميّة أنطونيو غيتيريس وشيخ الأزهر أحمد الطّيّب، جدّد فيه نداءه من أجل وقف العنف والصّراعات والتّسلّح الّتي هي كلّها "ثمرة انعدام الأخوّة".

في كلمته، سلّط البابا الضّوء على كون الحرب تغلّبت على السّلام، إذ "أنّنا نشهد اليوم حربًا عالميّة ثالثة مجزّأة يبدو أنّ رقعتها تتّسع مع مرور الوقت"، لافتًا إلى حاجة العالم اليوم إلى الأخوّة، وأنّ النّتيجة الأسوأ لهذه الحاجة هي الصّراعات المسلّحة والحروب، الّتي تخلق العداوة بين أشخاص وشعوب برمّتها وتترتّب عليها انعكاسات سلبيّة تستمرّ لأجيال.  

بالتّالي دعا البابا البشريّة إلى أن تسير اليوم نحو سلام أكثر استقرارًا، كي تصير أخيرًا عائلة من الأمم، لافتًا إلى أنّ "السّلام هو حلم الله من أجل البشريّة" إلّا أنّه "يتحوّل إلى كابوس نتيجة الحروب الّتي تستهوي النّاس أكثر من السّلام أحيانًا، لأنّها تسهّل الرّبح"، مجشّعًا على "التّخلّي عن الرّبح السّهل من أجل الحفاظ على السّلام عوضًا عن بيع أسلحة أكثر تطوّرًا وفتكًا"، مؤكّدًا أنّ "ثمّة حاجة لشجاعة البحث عن السّلام عوضًا عن خوض الحروب، ثمّة حاجة لتعزيز التّلاقي عوضًا عن المواجهة، للجلوس إلى طاولة المفاوضات عوضًا عن الاستمرار في القتال".

ولم تخلُ كلمة البابا من إبداء تخوّفه من خطر الأسلحة النّوويّة، مشيرًا إلى أنّه "لا يزال الوقت متاحًا لكتابة فصل جديد من السّلام في كتاب التّاريخ"، وأن "نجعل الحرب جزءًا من الماضي، لا من المستقبل، وهنا تكمن أهمّيّة الأخوّة الّتي ينبغي ألّا تبقى فكرة مجرّدة، بل يجب أن تصبح نقطة انطلاق ملموسة".