السّلام عليك يا مريم!
ينطوي الشّهر المريميّ غدًا غير طاوٍ معه عظمة ملكته مريم العذراء. فتمجيدها يكمن في كلّ حين وحنانها يحطّ في كلّ وقت، وزيارة معاليمها الدّينيّة تعجّ في كلّ زمان.
العذراء مريم تستحقّ التّكريم المستمرّ، هي الأمّ الحنون التي تسند نظراتها الحامية على أبنائها الخطأة فتمسح دموعهم وتبدّد مخاوفهم وتنقّي آثامهم وتستمع إلى هواجسهم فتزيل عقبات تعرقل سلام أيّامهم.
تحت أقدامك يا مريم يركع المؤمنون للصّلاة، مسمِّرين نظراتهم في وجهك البهيّ، متّحدين بالإيمان والرّجاء، متمسّكين بعظمة حبّك، متأمّلين الاستجابة لدموع حرقت قلوبهم بالغصّة والألم.
شهر أيّار المريميّ الذي يلملم جماله ليندثر، لا يزال ينثر جمال قلبك يا مريم، فأحضان السّماء تستقبل في كلّ وقت تضرّعات المؤمنين، تغمرها وتحاول تبديدها وترفعها إلى الآب السّماويّ الذي لا يخيّب ظنّ الحزين فيفرحه والمحتاج فيعطيه.
يضيع الكلام متلبّكًا متى أراد الحديث عن مريم، فتطير الحروف إلى عالم السّحر والجمال مرادة جمع أكيالًا تسكبها في قالب كلامها عن مريم، ولكن تراها تعود خائبة لعدم إيجاد ما يفي حقّ أمّ الكون وملكة السّماء والأرض، لذا ها هي تكتفي بالقول: السّلام عليك يا مريم!